وقت الموت وكيفيته؟

وقت الموت وكيفيته
بحث للسيد كمال الحيدري


الحديث الشريف المروي في كتاب الكافي للكليني (رحمه الله) عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال:

أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه اشتكى عينيه، فعاده رسول الله (صلى الله عليه وآله) فإذا هو يصيح، فقال النبي اجزعا أم وجعاً، فقال (عليه السلام) يا رسول الله ما وجعت وجعا قط اشد منه، فقال يا علي أن ملك الموت إذا نزل لقبض روح الكافر نزل معه سفود من نار فينزع روحه به فتصبح في جهنم، العبارة الأدق فتصبح جهنم على ما يبدو، فاستوى علي (عليه السلام) جالسا، فقال يا رسول اعد عليّ حديثك فقد أنساني وجعي، ثم قال: هل يصيب ذلك أحداً من أمتك؟ قال (صلى الله عليه وآله): نعم، حاكم جائر واكل مال اليتيم ظلما وشاهد زور.


صدق رسول الله (صلى الله عليه وآله)

لكي نفهم حقيقة الموت بشكل جيد ونستطيع أن نقف على المراحل والمنازل التي يمر عليها الإنسان بعد الموت لا بد أن نقف على حقيقة الإنسان، وان هذا الكائن وهذا المخلوق الإلهي الذي عبر عنه القرآن الكريم بعد أن تمت خلقته فتبارك الله أحسن الخالقين، لا بد أن نقف على حقيقة الإنسان، والا ما لم نقف على هذه الحقيقة لا يمكننا أن نتعرف على الموت وعلى المراحل والمنازل التي تمر على الإنسان ما بعد الموت.

بينا أن الإنسان موجود مركب من بعدين، بعد مادي من الطين، وبعد الهي، وبعد ملكوتي، وبعد بحسب التعبير الفلسفي مجرد عن المادة وأحكام المادة، هو الذي عبر عنه القرآن الكريم فنفخت فيه من روحي أو ثم انشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين، هذان بعدان في وجود الإنسان، هذا الإنسان المكون من هذين البعدين قلنا انه الله سبحانه وتعالى جعل ضمن النظام الأحسن الذي يحكم قوانين عالم هذه الدنيا ونشأة هذه الدنيا هو انه يوجد هناك موت، واشرنا إلى الآيات التي تكلمت عن هذه الحقيقة، قال تعالى: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) (الزمر:30)، وقال تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) (آل عمران: من الآية185).

إذن الحقيقة الأولى: أن الإنسان موجود مركب من بعدين، بعد مادي وبعد ما وراء المادة الذي هو البعد الإلهي، هذه هي الحقيقة الأولى.

الحقيقة الثانية: أن الإنسان ميت، انك ميت وأنهم ميتون، وهذا ضمن النظام الأحسن الذي وضع في هذا العالم.

الحقيقة الثالثة: قلنا بان الموت إذا أُطلق وأُريد من الموت معنى الفناء وانعدام الآثار فهذا لا يكون الا للبدن، والا فالروح والنفس لا تنعدم آثار الحياة فيها، إذن الحقيقة الموت بمعنى انعدام آثار الحياة إنما يختص بالبدن ولا يشمل النفس الإنسانية والروح الإنسانية.

الحقيقة الرابعة: أن الروح معنى الموت فيها هو الانتقال من هذا العالم إلى عالم آخر، إذن معنى موت البدن شيء وموت الروح والنفس بحسب الاصطلاح القرآني شيء آخر، لذا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما وردت في روايات منها هذه الرواية:

ما خلقتم للفناء بل خلقتم للبقاء وإنما تنقلون من دار إلى دار، الرواية في البحار المجلد السادس صفحة 249، هذه الحقيقة الثالثة أو الرابعة.

الحقيقة الأخرى التي وقفنا عندها جيدا، هو أن الموت الانتقال من دار إلى دار، بهذا المعنى هو أمر وجودي لا انه أمر عدمي، بشهادة آيات أو صنفين من الآيات في القرآن الكريم:

الصنف الأول من الآيات عبرت عن الموت انه مخلوق، يعني كما أن الحياة مخلوقة لله سبحانه وتعالى الموت أيضاً مخلوق لله سبحانه وتعالى كما قرانا: الذي خلق الموت والحياة، في أول سورة تبارك.

الصنف الثاني أو الطائفة الثانية من الآيات التي تكلمت عن الموت وهي طائفة عديدة، ومتعددة من الآيات المباركة تكلمت عن هذه الحقيقة وهي انها عبرت عن الموت بالتوفي، وقلنا في أبحاث سابقة أن معنى التوفي هو قبض الشيء بتمامه وكماله.

إذن عندما استعمل القرآن الكريم التوفي في الموت نستكشف من ذلك أن الموت ليس أمراً عدميا وإنما هو أمر وجودي، والآيات التي تكلمت عن هذه الحقيقة كثيرة جدا، أنا أشير إلى بعضها، منها قوله تعالى في سورة النحل: (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ) (النحل: من الآية28).

إذن الآية الأولى تقول تتوفاهم، الآية الثانية: (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ) (النحل: من الآية32) ، (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا) (الزمر: من الآية42) أو قوله تعالى: (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ) (الأنعام:61)، أو قوله: (حتى إذا جائتهم رسلنا يتوفونهم)، أو قوله: (أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ) (يونس: من الآية104)، أو قوله: (بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ) (السجدة: من الآية10)، (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ) (السجدة: من الآية11).

إذن عشرات الآيات القرآنية عبرت عن الموت بالتوفي.

انظروا إلى قوله تعالى في سورة الواقعة قال تعالى: (نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ) (الواقعة:60).

إذن الموت مقدر، تقدير الهي، يعني بالإمكان الله سبحانه وتعالى أن لا يقدر هذا المعنى ولكن الآية تقول الله سبحانه وتعالى ضمن النظام الأحسن قدر هذا الشيء للإنسان، نحن قدرنا بينكم الموت، ولكنه في هذه الآية المباركة يوجد ذيل، وهي الآية ستون من سورة الواقعة، تقول (وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ)، ماذا تريد أن تقول هذه الآية؟ عجيبة هذه الآية المباركة ولها نظائر في القرآن الكريم، كم مورد نحن عندنا وما نحن بمسبوقين

الآية المباركة تريد أن تقول قد يقول قائل انه صحيح نحن قدرنا بينكم الموت، ولكن قد يوجد هناك احد أو جهة أو قدرة تمنع تقديرنا من التحقق، انت قد تقدر شيئا ولكن قد لا يتحقق خارجا ذلك الذي قدرته، هذا الذيل في الآية المباركة يريد أن يشير إلى الحتمية، يريد أن يقول بأنه إذا قدرنا فلابد أن يقع، وبتعبير القرآن الكريم (إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ) (الطلاق: من الآية3)، يعني أن الله سبحانه وتعالى إذا قدر أمراً فهل يكون مسبوقا ويكون شيء آخر سابق عليه أو لا يمكن؟ هذا ما لا يمكن.

إذن التفتوا إلى هذه الحقيقة: الله سبحانه وتعالى يقول واحدة من أهم الفوارق، التفتوا جيدا، وهذا ما بينه أمير المؤمنين، من أهم الفوارق بين سبحانه وتعالى، بين الغني المطلق، بين القادر المطلق وبين غيره انه إذا قدر هو الشيء فليس بمسبوق، يعني لا يمكن أن يكون هناك من يسبقه على ما يقدر، فيكون سابقا وهو مسبوق، أبداً، وما نحن بمسبوقين، أما أنا وأنت وأمثالنا يقول علي أمير المؤمنين (عليه السلام): عرفت الله بفسخ العزائم ونقض الهمم، يعني انت تُقِّدر وتهيأ المقدمات ولكنه لا يقع ما تريد، لا يقع ما تريده وما يقدره، لأنه هناك قد يوجد شيء يمنعك، وقد يوجد شيء يسبقك فيكون سابقا عليك وأنت مسبوق.

الله تبارك وتعالى قدر فهدى، عندما يقول الله قدر يعني أن المقدر لا بد أن يتحقق، لا يمكن أن يكون كذلك، ولا يوجد هناك ما يمنع من تحقق هذا التقدير، لأنه صدّر الآية المباركة قالت: نحن قدرنا بينكم الموت، ولكنه هنا يوجد قد يتبادر إلى ذهن أي انسان سؤال، وافترض انت قدرت ولكن من يقول أن المقدر قد يقع، قد يوجد هناك ما يمنع من تحقق المقدر، يعني انت قدرت الموت ولكن يوجد هناك مانع فلا يتحقق الموت، هنا جاء الجواب مباشرة، انظروا (وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ)، يعني انه لا يمكن لاحد أن يسبقنا في هذه الحقيقة.

من هنا يأتي تساؤل وهو انه واقعا أن الأجل واحد أو أن الأجل متعدد، يعني ماذا يقول القرآن الكريم، إن الأجل، للإنسان، هل له اجل واحد أو آجال متعددة؟

نحن عندما نرجع إلى القرآن الكريم نجد أن صريح القرآن الكريم يبين أن الإنسان ليس له اجل واحد، يعني ليس له وقت واحد، بل له أكثر من وقت.

الآن واقعا يطرح هذا التساؤل: وهو انه لماذا نطرح هذا التساؤل أساساً؟ ما هي أهمية هذا البحث؟

الجواب: في كلمة واحدة: وهو انه عندما نرجع نجد بان الآيات القرآنية والروايات الواردة عن النبي وأهل البيت تعطي آثار متعددة للدعاء، لصلة الرحم، لمساعدة الفقراء، لمساعدة الاخوة ....، وكثيرا من القضايا نجد بأنها تعطي لها أثراً معينا.

هنا يطرح هذا التساؤل: إذا كان الأجل معينا وواحدا إذن ما هو تأثير الدعاء؟ ما هو تأثير صلة الرحم؟ ما هو تأثير الصدقة؟ ما هو تأثير بر الإخوان ونحو ذلك؟

أنا أتصور انه هذه القضية تحتاج إلى وقفة ولو قصيرة جدا، انظروا إلى هذه الآية من سورة الرعد: (يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) (الرعد:39)، إذا كان الأجل ثابتا لا يتقدم ولا يتأخر لا معنى لان نقول يمحو ويثبت، هذا بخصوص الأجل، الآية مطلقة، الآية تقول بأنه يمحو الله ما يشاء في ماذا؟ في كل شيء، في رزق الإنسان، في اجل الإنسان، في صحة الإنسان، في أولاد الإنسان، في عائلة الإنسان، في حياة الإنسان، يمحو ويثبت وعنده أم الكتاب، إذن هذه الاشياء جميعا قابلة للمحو والإثبات.

عندما نأتي إلى آية سورة الأنعام قال تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً) (الأنعام: من الآية2)، هذه الآية تبين بشكل إجمالي، هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلاً، هذا هو الأجل الأول، واجل مسمى عنده.

إذن يوجد لكل انسان اجل واحد أو أجلان؟ هنا أجلان، صريح الآية المباركة تقول (قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمّىً عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ) (الأنعام: من الآية2)، إذن الآية المباركة الاولى من سورة الرعد، والآية الثانية من سورة الأنعام تبين لنا بشكل واضح أن الأجل الذي كتب على الإنسان ليس هو اجل واحد، بل هو أكثر من اجل.

إذن بهذا نصل إلى هذه الحقيقة: أن الله سبحانه وتعالى كتب على الإنسان الموت، وهذا من القضاء الذي لا يرد ولا يبدل، ولكنه هذا الموت ووقت الموت هل هو واحد أو متعدد؟ صريح القرآن الكريم يبين أن هذا الوقت ليس واحدا بل هو متعدد.

هنالك آيات صريحة مضمونها إذا جاء اجلهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون، ذاك مرتبط بالأمم، وليس بالأشخاص، ذاك مرتبط بالسنن الإلهية المرتبطة بالأمم. صريح القرآن الكريم يبين أن الإنسان له أكثر من وقت، فإذا كان له أكثر من وقت لازمه انه قد يتقدم اجله وقد يتأخر.

في مسألة أصل الانتقال من هذه النشأة إلى نشأة أخرى هذا لا مدخلية للإنسان فيه، هذا حتمية الموت، وبتعبير الروايات حق لا ريب فيه.

السؤال المطروح: وهو انه إذا تعدد وقت الموت، افترضوا أن الوقت الأول بعد خمسين عام من عمر الإنسان والوقت الثاني بعد سبعين عام من عمر الإنسان، لأنه في اعتقادي بأنه ليس فقط أجلان بل يوجد أكثر من أجلين، يعني قد يوجد أجلين وثلاث وأربع، هذا بيد من؟

هل أيضاً مرتبط بالله سبحانه وتعالى وبالتقدير الإلهي الذي لا مدخلية للإنسان فيه كما في أصل الموت، فان في أصل الموت لم يكن للإنسان أي مدخلية في ذلك، رضي أم أبى لا بد أن ينتقل، ولكنه في التقديم والتأخير أيضاً هذا مرتبط بالتقدير الإلهي؟

هل إرادة الإنسان واختيار الإنسان وفعل الإنسان ومعتقدات الإنسان، هل لها مدخلية في هذا التقديم والتأخير أو لا؟

الجواب: نعم صريح القرآن الكريم يثبت لنا هذه الحقيقة بنحو واضح، انظروا إلى هذه الآية المباركة من سورة الرعد قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) (الرعد: من الآية11).

إذن الله سبحانه وتعالى ربط تغييره في قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، والآية كما يقولون في علم الاصول مطلقة، لا فرق بين أن يكون ذلك الامر مرتبط برزق الإنسان، مرتبط بحياة الإنسان، مرتبط بموت الإنسان، كلها هذه الامور مرتبطة، الله لا يغيرها الا إذا غيرها الإنسان، أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

إذن نستطيع أن نقول أن الله سبحانه وتعالى في ما يتعلق بوقت وأجل الإنسان جعل إرادته تابعة لإرادة الإنسان، أما في ما يتعلق بأصل الموت، لا، إرادة الله هي الحاكمة، سواء أراد الإنسان ذلك أو لم يرد، أما فيما يتعلق بوقت الموت وبوقت اجل الموت، هذا ترك إلى الإنسان في أن يقدم وان يؤخر، بل انه هو الذي بيده أن يجعل ميتته ميتة الطيبين أو ميتة السوء، يعني الإنسان لا بد أن يشعر بان وقت الموت مرتبط به، وكيفية الموت مرتبطة به.

بعبارة أخرى: الله كتب عليه في اللوح، في لوح المحو والإثبات، هذا الإنسان عمره مثلا خمسين عاما، الا إذا وصل رحمه فعمّره سوف يكون سبعين عاما، الأجل الأول هو الأجل المخروم (أي الأجل المعلق)، لأنه قابل للتقدم والتأخر، والثاني الأجل المطلق غير المعلق او المحتوم.

ما الذي يحدد كيفية الموت؟

الجواب، انه نحن عندما نرجع إلى القرآن الكريم نجد أن الموت أيضاً على قسمين، انظروا إلى قوله تعالى: (وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً) (مريم:15), يعني الله سبحانه وتعالى بعض الناس في موتهم يبعث إليهم سلام، أو قوله: (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (النحل:32)، أو قوله (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً) (الفجر:28 , 27).

هذا نحو من الموت ولكن هناك نحو آخر من الموت أشارت إليه الآيات وهو قوله: (فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ) (محمد:27)، وانتم تعرفون بان الضرب على الوجوه وعلى الإدبار لا يستعمل الا للبهائم، والا لا يستعمل هذا للإنسان، إذن صريح القرآن الكريم يبيّن أن الملائكة يتعاملون مع الذين يريدون أن يقبضوا أرواحهم، وان يتوفونهم بطريقتين:

طريقة انه يقولون سلام عليكم طبتم, وطريقة انه يضربون وجوههم، وإدبارهم.

السؤال المطروح: هو انه من الذي يعين أن يكون الموت بهذا النحو أو أن يكون الموت بذاك النحو؟

الرواية عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، قال أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول أفضل ما توسل به المتوسلون الإيمان بالله وصدقة السر فإنها تذهب الخطيئة وتطفئ غضب الرب وصنائع المعروف فإنها تدفع ميتة السوء وتقي مصارع الهوان.

إذن فيما يتعلق بكيفية الموت أيضاً يرتبط بفعل الإنسان، لا انه مقدر تقديرا خارج عن إرادة الإنسان واختياره.

روى عنه الشيخ الصدوق قال (عليه السلام): من أحب أن يخفف الله عز وجل عنه سكرات الموت فليكن لقرابته وصولا، وبوالديه بارا، فإذا كان كذلك هوّن الله عليه سكرات الموت ولم يصب في حياته فقر أبداً.

جعلنا الله وإياكم من العاملين بوصايا أهل بيت النبوة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق